ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير

ملخص كتاب
الأب الغني والأب الفقير
ما يعلّمه الأغنياء ولا يعلمه الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى لأبنائهم عن المال!
"روبرت تي كيوساكي"

يجمع كتاب الأب الغني والأب الفقير (1997) بين السيرة الذاتية للمؤلف ونصائحه التي تلخص الخطوات التي اتخذها نحو الاستقالية المادية والثراء. يقول المؤلف أن هذا الكتاب -الأعلى مبيعًا وفقًا لقائمة نيويورك تايمز-  يعلمنا أشياء لا يعلمها لنا المجتمع، وأن ما يعلمه أبناء الطبقة العليا لأبنائهم هو المعرفة المالية اللازمة لتحصيل الثروة والاحتفاظ بها. ويستدل المؤلف بمسيرته المهنية الناجحة كمستثمر واستقالته المبكرة في سن السابعة والأربعون على صحة نظرياته المالية.
لمن هذا الكتاب؟
لكل من يحاول الخروج مما يسمى بـ"سباق الفئران"
لكل من يهتم بتعلم كيف يصبح الأغنياء أغنياء
لكل من يبحث عن الطريقة الصحيحة لدخول عالم الاستثمار
من هو المؤلف؟
هو "روبرت كيوساكي" مستثمر ورائد أعمال يتخطى صافي ثروته 80 مليون دولار. قامت مؤسسة الأب الغني التي يمتلكها بنشر أكثر من 15 كتاب في مجال الإرشاد المالي، وبيع أكثر من 26 مليون نسخة من تلك الكتب حول العالم.

ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير 
مقدمة

في مسيرة التعليم النظامية في المدرسة، لا نتلقى المعرفة والثقافة المالية; بل عادةً ما نتلقى المعرفة المتعلقة بالمال من آبائنا. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الأثرياء يصبحون أكثر ثراءًا والفقراء أكثر فقرًا.
كان "كيوساكي" محظوظًا حيث نشأ مع أبوين مختلفين—أحدهما ثريّ والآخر فقير. وهكذا استطاع "كيوساكي" التعلم من كلا الأبوين من خلال مقارنة النصائح المختلفة التي تلقاها من كلٍ منهما وتأملها والتفكير بها.
"الأب الفقير". كان والده معلمًا في مدرسة وحاصل على شهادات مرموقة ودرجة دكتوراة. لكن على الرغم من راتبه الجيد، كان غارقًا في الديون ووواجه الكثير من الصعوبات المادية طوال حياته.
"الأب الغني". كان والد صديقه المقرب "مايك" صاحب شركة لم يكمل تعليمه الإعدادي، لكنه أصبح في النهاية من أغنى أغنياء هاواي.

في التاسعة من عمرهما، طلب "كيوساكي" و"مايك" من والدهما الغني أن يعلمهما كيف يصبحا من الأغنياء، فبدأ الأب الغني رحلة تعليمهما عن المال من خلال دروس حياتية واقعية، واستمرت هذه الرحلة لمدة 30 عامًا، أي حتى بلغ "كيوساكي" التاسعة والثالثين من عمره. في هذا الكتاب، يشارك "كيوساكي" رحلته مع القراء ويقدم 6 دروس أساسية تعلمها خلال تلك الثلاثين عامًا. في هذا الملخص، قمنا باختصار تلك الدروس الستة إلى ثلاثة دروس رئيسية.

الجزء الأول: لا تعمل لأجل المال
بل اعمل بهدف التعلم، واجعل المال يعمل لأجلك.

اخرج من دائرة سباق الفئران
تتحكم مشاعر الخوف أو الرغبة في أكثر الناس عند تعاملهم مع المال:
الخوف: أكثر الناس يذهبون إلى عملهم كل يوم لجني المالي للوفاء بالتزاماتهم المادية. لذا يخشون من الطرد، أو عدم القدرة على الوفاء بتلك الالتزامات، أو الاضطرار إلى البدء من جديد...
الرغبة (أو الجشع): عندما يبدأ شخص في جني المزيد من المال، فإنه يبدأ في شراء أشياء أكثر وأفضل، مما يمنحه مشاعر فرح ورضى وراحة قصيرة المدى. لكن كلما زاد دخل هذا الشخص وزاد معدّل إنفاقه، زاد احتياجه للعمل بجدٍ أكبر وزاد خوفه من فقدان وظيفته. وهكذا يظل حبيس "سباق الفئران" ويُغرق في لوم صاحب العمل لأنه لا يدفع له راتبًا كافيًا أو لأنه يسند إليه الكثير من الأعمال.

الأمر ذاته ينطبق على الكثير من "الأغنياء" الذين قد يبدو لك أنهم كذلك، لكنهم مفلسون نفسيًا، فهم يجمعون الكثير من المال للتغلب على خوفهم من فقدانه، لكن في النهاية يصبهم خوف فقدان ذلك المال وتلك المكانة التي حصلوا عليها. لذا عليك أن تبدأ بإدراك مخاوفك المتعلقة بالمال عن وعي حتى تتمكن من السيطرة عليها.

اجعل المال يعمل لأجلك
المال وهم. يمكنك جعل المال يعمل لأجلك باستخدام ذكائك.

بدأ الأب الغني رحلة تعليم "كيوساكي" و"مايك" عن طريق إعطائهم فكرة عن "حياة العمل". ففي سن التاسعة، عمل الطفلان لحساب الأب الغني مقابل 10 سنتات في الساعة، ثم عرض عليهم زيادة هذا الراتب. كانت اللحظة المفصلية عندما توقف الطفلان عن النظر إلى "وظيفتهما" باعتبارها المصدر الرئيسي للدخل، وبدءا يبحثان عن وسائل بديلة لجني المال.
أنشأ الطفلان مكتبة للكتب المصورة – حيث بدءا يجمعان الكتب المصورة، ويأخذان 10 سنتات من كلٍ من أطفال الحي مقابل ساعتين داخل المكتبة يقرؤون فيها أي عدد من الكتب، كما قاما بتوظيف شقيقة "مايك" لإدارة المكتبة. هكذا بدء الولدان يفهمان كيف يمكن للمال أن يعمل لأجلهما: حيث كانت المكتبة تجني لهم المال حتى لو لم يتواجدا داخلها بأنفسهم.

اعمل بهدف التعلم
لا شك أن قيمة التعلم أكبر من قيمة المال على المدى الطويل. ولهذا يشجع "كيوساكي" على عدم العمل لأجل جني المال والشعور بالأمان فقط، بل لأجل التعلم. سوف نرى كيف اكتسب "كيوساكي" الكثير من المهارات من خلال عمله في نطاق واسع من الوظائف.


تقلّد "كيوساكي" وظائف عديدة في شركات الأب الغني لسنوات ، كما جرب العمل كساعي وعامل بناء، وعمل بمجالات الحجوزات والمبيعات والتسويق.
استقال "كيوساكي" من وظيفة ذات راتب كبير في شركة Standard Oil وانضم إلى شركات Marine Corps لتعلم التجارة العالمية والقيادة. وبعد أن لاحظ "كيوساكي" خوفه من العمل كمندوب مبيعات، التحق بشركة Xerox Corp ولم يتركها إلا بعد أن تغلب على ذلك الخوف وأصبح من أفضل مندوبي المبيعات في الشركة بعد 4 سنوات.
في الوقت ذاته، بدأ أول شركاته الخاصة عام 1977 والتي منحته دافعًا أكبر للعمل بجد لجمع المال لأجل الاستثمار في مجال العقارات.
ركز على تعلم إدارة السيولة النقدية، الأنظمة، الموظفين، وكذلك تحسين مهارات التواصل والمبيعات والتسويق لديك، والتي تعتبر مهارات أساسية للنجاح في أي مجال. إذا تطلب الأمر، ابحث عن وظيفة ثانية تعلمك تلك المهارات الضرورية أو انضم إلى شركة تسويق إلكتروني لاكتساب مهارات البيع والتغلب على الخوف من الفشل والرفض.

الجزء الثاني: اكتسب المعرفة المالية

اعمل بهدف التعلم واجعل المال يعمل لأجلك.
إن زيادة الأصول يشبه زرع شجرة – لابد أن تعتني بها لسنوات، حتى تتعمق جذورها بشكلٍ كاف لمنحك الظل والثمار التي ستسعدك. لكن كثير من الناس للأسف يرغبون في أن يصبحوا أثرياء بسرعة وبدون تعلم أي شيء عن المال. الأمر يشبه بناء ناطحة سحاب بدون أساس أو على أساس ضعيف، ولهذا يخسر كثير من الناس الملايين بنفس السرعة التي حصلوا بها عليها.

تعلمنا المدارس المهارات اللازمة للعمل لأجل المال، لكنها لا تعلمنا كيفية استخدام قوة المال. وبدون المهارات المالية اللازمة، قد ينجح المتعلمون في الحصول على وظيفة جيدة ذات راتب جيد، لكنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بالمال الذي جنوه، أو أن يجعلوا المال يعمل لأجلهم.
تتطلب المعرفة المالية تطبيقًا عمليًا على أرض الواقع وهذه العملية مستدامة وطويلة المدى.

اشتر الأصول "assets"، وليس التزامات "liabilities"
لكي تشتر الأصول، لابد من معرفة الفرق بين الأصول والالتزامات. ببساطة، الأصول تضع المال في جيبك، أما الالتزامات فهي تأخذ المال من جيبك. أنت بحاجة كذلك لمراقبة السيولة النقدية، حيث أنها توضح الطريقة التي يتدفق بها المال وطريقة تعاملك معه.

يعتبر بيتك التزامًا، وليس من بين الأصول
هل أخبرك أحدهم من قبل أن "بيتك هو أكبر استثماراتك"؟ حسنًا، إذا كان البيت لا يجني أرباحًا، فهو التزام بلا شك. بالإضافة إلى ذلك:
إذا كنت تشتري بيتًا جديدًا كل عدة سنوات، بديْن جديد لمدة 30 عامًا، فهذا يعني أنك لا تمتلك بيتك حقًا
العقارات لا يرتفع ثمنها دائمًا، بل من الممكن أن تزيد ضريبة الأملاك، مما سيسبب لك مزيدًا من الضغوط المالية
المال المربوط بالعقار، وتكاليف صيانة العقار، والوقت الذي تقضيه في العمل لدفع الرهن العقاري، كلها تضيع عليك الكثير من فرص التعلم.
إذا كنت ترغب في شراء بيت أكبر، لا تشتريه نقدًا أو عن طريق الاستدانة; بل اشتر أصول تجني لك سيولة مالية كافية لشراء البيت. وبهذه الطريقة، تتجنب إضاعة الوقت (الذي قد تزيد فيه قيمة أصولك)، كما ستتجنب إضاعة رأس المال (الذي كان بإمكانك استثماره في شيء آخر إذا لم يكن حكرًا على البيت).

ركز على خانة الأصول، وليس على بيان الدخل
يزداد الأثرياء ثراءًا لأنهم يشترون أصولًا تجلب لهم المال.
أما الفقراء فهم ينفقون المال فقط، لذلك هم عالقون في دائرة الفقر.
يكافح أبناء الطبقة الوسطى كثيرًا لأجل المال لأنهم يشترون التزامات ظنًا منهم أنها أصول، فهم ينفقون دخولهم على "أصول" مثل: بيت الأحلام، سيارة الأحلام أو  على أبنائهم; لكن هذه الأشياء في حقيقتها التزامات تتضاعف نفقاتها. لذلك يستمر أبناء الطبقة الوسطى في العمل بجدٍ أكبر لجني المزيد من المال، لكن ينتهي بهم المطاف وقد زادت قيمة الضرائب التي يدفعونها بسبب زيادة رواتبهم.

لكي تصبح أكثر ثراءًا، اعمل على تنمية خانة الأصول. وعندما تبدأ الأصول في جلب إيرادات كافية لتغطية نفقاتك، سوف تصبح أكثر ثراءًا دون الحاجة للعمل بجهدٍ أكبر. أعد استثمار أموالك في خانات أصول إضافية بحيث تتكون دائرة أرباح مغلقة، أو كافئ نفسك بشراء بعض الرفاهيات بأموال الإيرادات.

اعمل لنفسك
يواجه أكثر الموظفين صعوبات مادية كبيرة لأنهم يقضون حياتهم في العمل لأي جهة عدا أنفسهم. فهم يصرفون كامل وقتهم في العمل لشركتهم، ودفع الضرائب للحكومة، ودفع فوائد البنوك (للرهن العقاري أو السيارة أو ديون بطاقات الائتمان)، ثم بعد ذلك يستمتعون بما يتبقى –إن وجد.
بدلًا من ذلك، أدر عملك بنفسك: احتفظ بوظيفتك النهارية، قلل نفقاتك، قلل التزاماتك وابدأ ببناء قاعدة من الأصول الثابتة، مثل:
شركة تمتلكها دون الحاجة للتواجد داخلها
أسهم، سندات، عقارات تجلب المال، سندات دين، عائدات من أصول ملكية فكرية (مثل الموسيقى، السيناريوهات، براءات الاختراع)
أي شيء ذو قيمة يجلب أرباحًا أو تزيد قيمته وله سوق جاهزة.
ادفع لنفسك أولًا – استثمر في بناء أصول قبل دفع الفواتير والمستحقات، ولا تعتمد أبدًا على مدخراتك أو استثماراتك لدفع التزاماتك. قد يبدو هذا مبالغًا فيه، لكن ضغط الدائنين والفواتير المستحقة بإمكانه أن يدفعك إلى البحث عن فرص جديدة قد تغفل عنها إذا لم تقع تحت هذا الضغط.

ركز على الثروة، وليس القيمة الصافية
تقيس القيمة الصافية وضعك الاقتصادي الصافي، أي جميع الأصول التي تمتلكها بدون الالتزامات. لكن للأسف، قد تكون قيمة ثروتك الصافية أقل بكثير مما تبدو عليه لأن:
تشمل القيمة الصافية الأصول التي لا تجلب المال والممتلكات الشخصية مثل سيارتك ومضارب الجولف الخاصة بك، والتي تقل قيمتها عندما تستخدمها.
عندما تبيع أصولك، تدفع ضرائبًا كبيرة على أرباحك.
لذا فإن المقياس الأكثر دقة هو قياس ثروتك، أي كم يمكنك العيش على أموالك إذا توقفت عن العمل اليوم. وكلما كبرت خانة الأصول، زاد المال الذي يمكنك جلبه إذا توقفت عن العمل.

إليك بعض النصائح المفيدة للبدء في زيادة ثروتك:
لا تقم بإنشاء شركة إلا إذا كنت ترغب في ذلك.  لا شك أن هناك احتمالية عالية لفشل أي شركة جديدة، حيث أن 90% من الشركات تفشل في السنوات الخمس الأولى، و90% من الشركات الباقية تفشل بعد ذلك. يوصى "كيوساكي" بعدم إنشاء شركة خاصة بك إلا إذا كنت ترغب في أن تصبح رائدًا للأعمال. وإلا، فاعمل بجد في وظيفتك وقم ببناء خانة الأصول الخاصة بك في الوقت ذاته. في نهاية المطاف، بعتبر كل دولار في خانة الأصول موظف يعمل لأجلك طوال اليوم طوال أيام الأسبوع، لسنوات طويلة.
اشتر أصول أولًا وأجّل الرفاهيات للنهاية.  إذا قمت بشراء الرفاهيات أولًا (مثل سيارة فارهة أو بيت كبير بالاستدانة) فأنت في الحقيقة تبني التزامات. تعامل مع الرفاهيات كمكافآت على زيادة أصولك – أي لا تشتريها إلا بعدما تمتلك أصولًا كافية، بحيث تستطيع أرباح تلك الأصول تغطية نفقات تلك الرفاهيات.

استثمر في الأشياء التي تحبها وتفهمها. كان "كيوساكي" يحب العقارات والمشروعات الصغيرة:
بالنسبة للعقارات، بدأ صغيرًا ثم تدرج وأصبح يشتري عقارات أكبر، ولا يحتفظ بها عادةً لأكثر من 7 سنوات. بهذه الطريقة، كان يؤجل دفع ضريبة الأرباح، مع إعطاء العقارات الوقت الكافي لكي ترتفع قيمتها.
بالنسبة للمشروعات الصغيرة، كان يستخدم ذكاءه التجاري في اختيار الأسهم الرابحة ويهدف إلى الخروج من سوق البورصة خلال عام.

علّم أبناءك كيف يفرّقون بين الأصول والالتزامات قبل الاعتماد على أنفسهم.

اكتسب المعرفة المالية
يعتمد معدل ذكاءك المالي على فهمك للمجالات الأربعة التالية:

المحاسبة وهي القدرة على قراءة الأرقام وفهم التقارير المالية، حتى تتمكن من تحديد نقاط الضعف والقوة لأي مشروع.
الاستثمار ويتضمّن الاستيراتيجيات والمعادلات المبتكرة لجعل "المال يجلب المال".
الأسواق وهي تعتمد على العرض والطلب. ويتضمن هذا المجال معرفة الجوانب الاقتصادية، والتقنية والعاطفية للسوق، حتى تتمكن من تقييم ما إذا كان هذا المشروع مطلوبًا وفقًا لأوضاع السوق.
القانون تعد المؤسسات التجارية آداة قوية لدمج معرفتك بالمحاسبة والاستثمار والسوق في كيان واحد. كما أنها تسمح لك بفعل كثير من الأشياء التي لا يمكنك فعلها وحدك، مثل:

الحماية من الدعاوى القضائية. عادةً ما "يخبئ" الأغنياء قدرًا كبيرًا من ثروتهم خلف الأمانات الاستثمارية والمؤسسات التجارية. إذا قمت برفع دعوى قضائية على ضد شخص غني مثلًا، قد تجد أنه يتحكم في كل شيء تحت غطاء الحماية القانونية، على الرغم من أنه لا يمتلك شيئًا (بطريقة رسمية).

المزايا الضريبية (بمعنى دفع نفقاتك قبل دفع الضرائب). يدفع الموظف الضريبة أولًا وينفق ما يتبقى على نفسه; أما المؤسسات التجارية فهي تنفق المال أولًا ثم تدفع الضرائب على ما يتبقى.

بقليل من الابتكار، يمكنك استقطاع أشياء مثل الإجازات، والوجبات،و التأمين، واشتراكات النوادي باعتبارها نفقات الشركة.
قد تبدو تلك المهارات التقنية الأربعة معقدة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك ويمكن اكتسابها.

الجزء الثالث: أمسك زمام ثروتك
لا تنتظر الفرص، بل اخلقها بنفسك.

تاريخ الضرائب
أكثر الناس يحبون قصة "روبن هود" الذي كان يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، ونرى أن الضرائب تحقق الهدف ذاته. لكن الواقع هو أن الأغنياء لا يدفعون الضرائب، بل الطبقة الوسطى هي التي تتكفل بالفقراء. ولكي نفهم هذا المبدأ، دعنا ننظر أولًا إلى تاريخ الضرائب.

ظهرت فكرة الضرائب لأول مرة في انجلترا عام 1874، وتم فرضها بطريقة دائمة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1913. وفي كلتا الحالتين، كانت الضرائب تُفرض على الأغنياء فقط، لكنها أصبحت تُفرض على الفقراء والطبقة الوسطى بمرور الوقت. في البداية، تقبّل الجماهير فكرة الضرائب لأنهم اعتقدوا أنها طريقة لمعاقبة الأغنياء فقط. لكن عندما تمددت أذرع الحكومة، أصبحت تحتاج للمزيد من الضرائب للقيام بوظائفها. وهكذا فُرضت الضرائب على الطبقة الوسطى ثم على الفقراء بالتدريج.

وفي الوقت ذاته، وفي عصر السفن الشراعية، بدأ الأغنياء يكوّنون مؤسسات تجارية للحد من المجازفات. كانت تلك المؤسسات تموّل الرحلات البحرية، والتي كانت بدورها توظف الطاقم الذي سيبحر بالسفينة نحو العالم الجديد للبحث عن الكنوز. وفي حال فقدان السفينة والطاقم بأكمله، بإمكان الأغنياء الحد من خسائرهم بحيث تقتصر على الأموال التي استثمروها في هذه الرحلة فقط.

ومن خلال المؤسسات التجارية، وجد الأغنياء وسيلة للتحايل على الضرائب:
يعتبر معدل ضريبة دخل المؤسسات التجارية أقل من معدلات ضرائب دخل الأفراد
بإمكان الشركة دفع بعض النفقات قبل دفع الضريبة، مما يعني تقليل المبلغ الذي سيفرض عليه الضرائب
يستطيع الأغنياء التفوق على نظام الضرائب لأنهم يفهمون الطريقة التي يعمل بها المال. لذا يستثمرون المال والسلطة والوقت لتوظيف محامين ومحاسبين أذكياء، وجماعات ضغط سياسية لتغيير القوانين، كما يستخدمون ذكاءهم ومواردهم لتغيير الظروف. أما الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى، فهم منغمسون في العمل ولا يمتلكون المعرفة اللازمة لإيجاد حلول لمشاكلهم.

الأغنياء يخلقون المال والفرص
كثير من الناس يشتكون من انعدام الفرص، لكنهم في الحقيقة لا يبحثون بجدية أو يفشلون في رؤية الفرص النادرة الموجودة نصب أعينهم. هناك آخرون يرون فرصًا عظيمة لكنهم لا يملكون ما يكفي من المال للاستفادة منها. إن الذكاء المالي يعني خلق فرص لنفسك بنفسك – ومعرفة كيف يمكنك تحسين وضعك المادي، أو جعل أي فرصة تعمل لصالحك، أو تحويل أزمة ما إلى فرصة.

يشارك "كيوساكي" كيف قام بخلق فرص لنفسه بنفسه:
ربح ملايين الدولارات باستخدام الألعاب وتقنيات المحاكاة لتدريس الذكاء المالي بهدف ملء الفجوة في التعليم النظامي.
استثمر في العقارات المُسعرة بأقل من قيمتها وجنى أرباح كبيرة من خلالها. على سبيل المثال، خلال كساد السوق في أوائل التسعينات، وجد "كيوساكي" بعض العقارات المقومة بأقل من قيمتها من خلال مكتب محامي إفلاس أو من خلال المحكمة، وربح حوالي 190,000 دولار صفقات تلك العقارات ولم يقض في هذه الصفقات أكثر من 30 ساعة.
لا شك أن الاستثمار له مخاطره وأن "كيوساكي" استطاع أن يستفيد منه بعد سنوات من التدريب والممارسة. لكن يمكنك التقليل من تلك المخاطر من خلال اكتساب المعرفة والحكمة وحب اللعبة وروح المغامرة.

ابدأ صغيرًا ثم تدرّج. اغرس بذور صغيرة في خانة الأصول. بعضها سينمو وبعضها لا; ومن الجزء الذي سينمو، يمكنك غرس بذور أكبر وتمديد قاعدة الأصول بالتدريج. يشبّه "كيوساكي" هذه العملية بقيادة الدراجة: لا مفر من الوقوع والإصابة أحيانًا، لكن من الضروري أن تستمتع بالعملية وألا تعطى الخسائر الصغيرة أكبر من حجمها.

خذ وقتًا كافيًا في زيادة ذكاءك المالي. كلما لعبت اللعبة، زاد فهمك لها، وأصبح من الأسهل تمييز الفرص الجيدة أو تحويل صفقة خاسرة إلى صفقة رابحة. لهذا فإن العمل بجد في وظيفتك النظامية فقط و"اللعب بأمان" يضيع عليك فرصة كبيرة، لأنك بهذا تفشل في اكتساب الذكاء المالي.

التجزئة أم الاستثمار المهني. أكثر المستثمرين يستثمرون في مجال البيع بالتجزئة – أي أنهم يشترون استثمارات جاهزة، مثل شراء جهاز كمبيوتر من متجر كمبيوتر. أما المستثمرين المهنيين من أمثال "كيوساكي"، فهم يقومون بخلق فرصهم بأنفسهم، مثل تجميع أجزاء الكمبيوتر لتكوين جهاز كمبيوتر. هذا يتطلب قدر أكبر من الخبرة والمهارات، لكن الأرباح أكبر بكثير كذلك.

البداية
التغلب على العوائق
وإلى جانب قلة المعرفة المالية، هناك 5 عوائق رئيسية قد تعيق قدرتك على امتلاك خانة أصول كبيرة.

الخوف. لا أحد يحب خسارة المال، لكن –في الوقت ذاته- لا مفر من الخسائر في أي استثمار. لذا يكمن الحل في:
البدء في أقرب وقت ممكن (خاصةً إذا كنت تكره المجازفة)
تعلم ما يطلق عليه "أسلوب سكان تكساس": لا تخف من المكاسب الكبيرة والخسائر الكبيرة; حوّل الإخفاقات إلى أدوات للنجاح.
التشاؤم. المخاوف تصيبنا بالشلل. لكن أكثر الأوقات صعوبة وتقلبًا تعدّ أفضل الأوقات لجني المال. تحلّى بالشجاعة رغمًا عن الصوت الخائف في عقلك، وتجاهل الشائعات المتشائمة.

الكسل. كثيرًا ما يكون "الانشغال" عذرًا لتجنب التعامل مع المشكلات الصعبة. إن أفضل طريقة للتغلب على الكسل هي التركيز على شيء تريده (المال، النجاح، الحرية).

العادات السيئة. تخلص من عادة الدفع لنفسك آخرًا. اسمح لضغط الدائنين أن يشعرك بالإلحاح ويدفعك للبحث عن مصادر دخل جديدة.

الغرور. لا تخف جهلك خلف ستار من الغرور. واجه ما لا تعرفه، بدلًا من التعامل معه على أنه غير مهم.

أطلق العنان لعبقريتك المالية
 إليك 10 فلسفات ستساعدك على إطلاق العنان لعبقريتك المالية.
قوة الروح. حدد الرغبات والآلام العميقة التي تدفعك للعمل.
قوة الاختيار. شكّل حياتك من خلال اختياراتك اليومية، سواء كانت متعلقة بالطريقة التي ترى بها المال، أو من تتلقى تعليمك منه، أو كيف ستنفق الدولار التالي أو تستثمره.
قوة الجماعة. بإمكان الأشخاص المناسبين والأصدقاء الأثرياء منحك معلومات قيمة وفرص عظيمة.
قوة التعلم السريع. تعلم بسرعة وطبّق ما تعلمته في الحال.
قوة ضبط النفس. ادفع لنفسك أولًا طوال الوقت. تجنب شراء الالتزامات، وقم ببناء قاعدة أصول قبل شراء الرفاهيات.
قوة النصيحة الجيدة. ادفع لوسطائك بسخاء مقابل المعلومات المفيدة والمعرفة السليمة. (هذه الأشياء لا تقدر بثمن).
قوة ربح شيء من لا شيء. لا تقتصر على التفكير في العائد على الاستثمار; بل ابحث عن أصول يمكنك شرائها بالمجان بمجرد أن تربح ما أنفقته عليها.
قوة التركيز. ركز طوال الوقت على بناء خانة أصول، ولا تشتر الرفاهيات إلا من أرباح الأصول.
قوة الأسطورة. ابحث عن قدواتك حتى يكونوا مصدرًا لإلهامك.
قوة العطاء. أعط ما تود الحصول عليه بسخاء – سواء كان المال أو المعرفة أو الحب أو الصداقة.
مزيد من التفاصيل المفيدة في الكتاب
يشارك "كيوساكي" الكثير من جوانب تجربة التعلم من الأب الغني، وكذلك قصصًا وتجارب شخصية عديدة. كما يقدم "كيوساكي" أمثلة كثيرة موضحة بالرسومات البيانية للسيولة النقدية، والميزانيات العمومية، وبيانات الدخل المختلفة للأغنياء والفقراء وأبناء الطبقة الوسطى لمساعدتك على فهم المبادئ المالية الأساسية. وإلى جانب الفلسفات العشر لإطلاق العنان لعبقريتك المالية، يقدم 10 "كيوساكي" خطوات يمكنك أخذها للبدء في تطبيق النصائح الواردة في هذا الكتاب.

يمكنك شراء نسخة عربية من الكتاب عبر هذا الرابط.

هل تتفق مع ما ذكر في هذا الكتاب؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

Comments

Popular posts from this blog

ملخص وتحميل كتاب القيادة لـ أليكس فيرجسون

ملخص كتاب ابدأ بـ"لماذا"

ملخص كتاب شركة ناشئة ب ١٠٠ دولار